@@ حقائق لم تُذكر من قيل بخصوص منتخبنا الوطني على لسان مدرب حراس المرمى

المدى الرياضي: جلال عبد الرحمن يكشف المستورلـ(المدى) : اتحاد الكرة وراء دلال اللاعبين وتمردهم.. وغرور صبري أسقطه في فخ الهزيمة !

بغداد/ يوسف فعل

جلال عبد الرحمن مدرب حراس مرمى المنتخب الوطني لكرة القدم السابق والمحترف في نادي الفجيرة الاماراتي باح باسرار كثيرة لم يذكرها سابقا عن فترة عمله مع المنتخب الوطني ومارافقها من تداعيات بعد الخروج المبكر من خليجي 18 وانتقد تصرفات عدد من النجوم الدوليين وكذلك تحدث بمرارة وحسرة عن خسارة منتخبنا الوطني امام نظيره القطري التي ادت الى خروجنا من التصفيات الاولية المؤهلة الى نهائيات كاس العالم 2010 ،وبحكم خبرته الطويلة في الملاعب قدم العديد من المقترحات الهادفة الى تطوير واقع كرة القدم العراقية ودفع عجلتها الى الامام من اجل ان تعود الى الواجهة العربية والقارية مرة اخرى
فوضى اتحادية
بداية سألناه عن سبب اقصاء كرتنا من تصفيات المونديال فقال: ان السبب الرئيسي في خروجنا المبكر من تصفيات كاس العالم 2010غياب التخطيط في اجندة عمل اتحاد الكرة حيث تسود خطواته الارتجالية وانعدام الرؤية المستقبلية وتشم منها رائحة المجاملات والمحسوبية على حساب المصلحة العامة التي لايعير لها العاملين في الاتحاد اي اهتمام حيث ان اغلب قرارات الاتحاد المهمة تطبخ خارج العراق بعيدا عن اسواره فضلا عن مواكبة الفوضى الادارية لعمل مجلس ادارة الاتحاد الذين وضعوا جميع الاخفاقات على شماعة الظروف الامنية الصعبة ومنها تسمية المدرب عدنان حمد لقيادة المنتخب الوطني خلفا للنرويجي اولسن فجاءت النتائج عكسية لا ترتقي المستوى الذي تنشده الجماهير التي عاشت اوقات حزينة بعد نهاية المباراة امام قطر, وقد شعرت بهذه الامور كوني مدرب منتخب وطني سابق عاني كثيرا من القرارات الفردية من بعض اعضاء الاتحاد المتنفذين الذين يرون بان لهم سلطات تشريعية وتنفيذية تسمح لهم بالتدخل في الامور الفنية للمنتخب.
حلم تبخر
وعن مدى قدرة منتخبنا في اجتباز العقبه القطرية اوضح عبد الرحمن الى ان منتخبنا الوطني كان بامكانه اجتياز قطر بسهولة لوجود عدة فوارق فنية وبدنية تصب في مصلحته لكنه حدث مالم يكن في الحسبان وظهر منتخبنا بمستوى ضعيف غابت عنه روح الاصرار والعزيمة على انتزاع الفوز واللعب بالغيرة العراقية المعروفة التي رجحت منتخباتنا في العديد من البطولات السابقة برغم من اننا كان نملك خياري الفوز والتعادل لكن سوء الاعداد للمباراة واختيار طريقة اللعب التي لا تتناسب مع اهمية اللقاء والقراءة الخاطئة لاوراق المنافس والمستوى الهزيل الذي ظهر به افضل نجوم الفريق الذين يلعبون في الدوري القطري كانت اهم اسباب الهزيمة لانني شعرت بانهم اصبحوا يفضلون اللعب مع انديتهم القطرية المحترفة على حساب سمعه المنتخب الوطني وهذه من مشاكل الاحتراف غير المبرمج وقد تكون للضغوط المستمرة التي عانوا منها سببا في ذلك لان اللاعب العراقي يعاني من قلة الثقافة العامة التي تؤثر على تصرفاته داخل الملعب وفي التدريبات وخارجها.
غرور اللاعبين
وبخصوص تصرفات اللاعبين ومزاجيتهم اثناء المهمات الدولية استشهد عبد الرحمن بما جرى في خليجي 18 وقال : تم تغيير مركز لعب احد ابرز لاعبي المنتخب الوطني في احدى المباريات لكن رفض اللاعب بشدة اللعب بالمركز الجديد وفضل الاستمرار بمركزه المعتاد وعندما قال له المدرب انه المسؤول الاول عن طريقة اسلوب لعب الفريق واختيار اللاعبين المؤهلين لكل مباراة حدثت مشادة كلامية بين الطرفين وقام اللاعب باجراء غريب عندما كتب تقريرا عن المدرب اكرم سلمان ونعته بابشع الاوصاف والكلمات التي يندب لها الجبين فما كان من الاتحاد الا ايد موقف اللاعب لانه من العناصر الاساسية فيه ويحظى بشعبية جارفة لدى الجماهير .وكذلك كان الحارس نور صبري فقد بلغ الغرور مداه في نفسه ان يرفض الجلوس على دكة الاحتياط لكني تعاملت معه بخبرتي الطويلة واعطيت الفرصة لبديله الحارس سرهنك محسن الا ان الاخير لم يستثمرها وبالمناسبة فانا اعزو سقوط نور في فخ اهداف الهزيمة في التصفيات الى شعوره بانه الحارس الاوحد في المنتخب من دون منافس ومع الاسف فان بعض اعضاء الاتحاد يعارضون اختيار مدرب الحراس بديل نور ليلعب كأساسي حتى وقع الفأس بالرأس !وهذه من اخطاء الاتحاد الشائعة التي يتهرب من المسؤولية والاخطاء في جميع الاخفاقات ويعول في عمله على مبدأ (كل بركان يهدأ بعد حين) لقناعة أعضائه ان الامور لابد ان تعود الى طبيعتها بعد هدوء الازمة!!
ضعف الاتحاد
وعن الحلول التي يجب على المدرب اعتمادها للحد من تمادي بعض نجوم الفريق اجاب: ذلك يعود الى شخصية المدرب وقوته المعنوية التي يستمدها من قوة الاتحاد اذ لا يجوز مطلقا مجاملة بعض اللاعبين على حساب الانضباط الذي يفرضه المدرب مع المنتخب الوطني لاي سبب كان فاي اختلاف للمدرب مع اللاعب فان الهزيمة ستكون لقرار المدرب في ضوء ذلك فلابد من توقيع عقود مع الملاك التدربي الوطني لمدة سنتين في حالة انهائه يستلم جميع حقوقه كي يشعر اللاعب بقيمة المدرب فنيا ومعنويا وكذلك علينا توفير البدائل الجيدة الجاهزة لتعويض اللاعبين الاساسيين لانهاء حالة التسيب او التمرد مع اي فريق.
مدربون في الظل
واشارعبد الرحمن الى ان له رأي في المدرب فييرا يختلف عن الاراء المطروحة على الساحة حاليا حيث اكد ان المدرب الاجنبي سواء كان فييرا او اولسن او حتى لو تم التعاقد مع افضل مدربي العالم فان عمله لايأتي بالنتائج المرجوة منها ولايحقق ماتتمناه الجماهير لعدة اسباب منها انعدام البنى التحتية من الملاعب الجيدة والتجهيزات الملائمة والاموال الكافية والاهتمام بفرق الفئات العمرية لذلك سيجد المدرب الاجنبي صعوبة بالغة في العمل سيما ان اليد الواحدة لاتصفق ,والافضل ان نرمم بيتنا من الداخل بهدوء بعيدا عن الانفعال وتهيئة جميع مستلزمات النجاح للمدرب في عمله وذلك يأتي من خلال حرص اتحاد الكرة للعمل الجاد الصحيح وابتعاده عن مصالحه الشخصية يرافقها دعم حكومي كبير من اجل ان تتزدهر كرة القدم العراقية وتتقدم بخطوات واثقة نحو القمة.
وطالب باقامة ملاعب متعددة في جانبي الكرخ والرصافة وفي مدينتي الشعلة ومدينة الصدر يشرف عليها مدربين اكفاء لهم الخبرة والدارية في التعامل مع الاعمار الصغيرة يجب توفير مرتبات مجزية لهم تجعلهم لايلهثون في البحث عن فرص احترافية لا تغني ولا تسمن او الانتقال للعمل مع الاندية التي تدفع لهم اكثر حيث لابد ان يتم التعامل معهم باحترافية ينحصر تفكيرهم في التدريب فقط ويفضل ان يكون المدربين من اللاعبين الدوليين القدامى لانهم ثروة وطنية اضافة الى تخصيص رواتب للاعبين الصغار وسيارة لنقلهم واعتقد ان المردودات ستكون ايجابية لوجود المواهب الفذة تبحث عمن يمسح الغبار عنها لاسيما ان اللاعب العراقي موهوب بالفطرة ويعشق كرة القدم والتدريب بصورة غير متوفرة في الدول المجاورة.
اختيار بعيد عن المجاملات
وعن الية اختيار المدربين للعمل في المراكز التدريبية قال: ان المستوى التدريبي هو الفيصل بعيدا عن الآلية المتبعة حاليا في اختيار المدربين التي تعتمد على المجاملات وما يحدث خلف الكواليس اضافة الى ضرورة ان يكون المدرب من اصحاب السمعة الطيبة المعززة بالشهادات العلمية والتدربية وسلوكيته الرياضية وتضع الاسماء على طاولة لجنة محايدة لها صلاحية اتخاذ القرار لاختيار الاصلح والافضل على وفق الدرجات المعيارية فلدينا مدربون اكفاء وطاقات رائعة لكنها معطلة وتعيش في بطالة رياضية مع التوقيع معها لمدة اربع سنوات .
ازمة حراس
عن ازمة حراس المرمى الحالية التي تشهدها كرتنا اجاب :ان الخلل في اختيار حراس المرمى و القصور في العملية التدريبية لاننا نمتلك طاقات جيدة من حراس المرمى لكن سوء الاختيار عطل قدرات عدد من الحراس الجيدين وغيب البعض الاخر وخلال مشاركتي في الدورة التدريبية الدولية المتخصصة لحراس المرمى التي اقيمت في الامارات مؤخرا بمشاركة نخبة من افضل مدربي حراس المرمى في الوطن العربي باشراف الخبير الدولي استيفن حارس مرمى منتخب سويسرا السابق وجدت بان مدربي الحراس لدينا بحاجة الى التدريب والاطلاع على اخر مستجدات علم التدريب لتطوير امكاناتهم وطموحي يتمثل بنشاء مدرسة متخصصة لتخريج مدربي حراس المرمى على وفق المواصفات الدولية .
وجهته المستقبلية
عن وجهته المستقبلية قال انه حاليا مرتبط بعقد مع نادي الفجيرة الاماراتي لكن في حال شعر ان كرة القدم العراقية بحاجة الى خدماته وهناك من يسعى الى الاستعانة بقدراته فان نداء الوطن سيجعله يركب اول طائرة باتجاة بغداد لتقديم خبرته الى مدربي حراس المرمى او اللاعبين الشباب