عراقيون يبكون قهرا بعد خروج الأتراك من البطولة

عراقيون يبكون قهرا بعد خروج الأتراك من البطولة

عبد الجبار العتابي من بغداد : ابدى العراقيون تفاعلا مميزا مع المنتخب التركي وهو يخوض غمار منافسات أمم أوروبا ، وكان التشجيع على أشده
ملف يورو 2008

الفلسطينيون يتحدون جدار الفصل في يورو 2008
الماتدور الأسباني يروض الدب الروسي ويتأهل لنهائي اليورو
الروس خطفوا الأضواء بجدارة في يورو 2008
الروس يسعون لترسيخ المفاجأة وإقصاء الأسبان وصولا للنهائي
إستياء عالمي لإنقطاع مباراة المانيا وتركيا
الألمان يثأرون لكرامة الكبار وينهون المغامرة التركية في اليورو
"ألمانيا" تسعى لإيقاف " الحلم التركي" بالوصول للنهائي
التاريخ يرشح ألمانيا للفوز باللقب وروسيا للوصافة
روسيا تسحق هولندا بالثلاثة وتتاهل لنصف النهائي
المغاربة الاكثر حزنا على خسارة هولندا
مغامرة الأتراك مستمرة... واسطنبول تتمدد غربًا !
تركيا تتألق وتهزم كرواتيا وتتأهل لملاقاة ألمانيا

والأحاديث عنه لا تنقطع لاسيما بعد أن عبر الدور الاول من البطولة وشد الانتباه اليه بشكل مدهش ، وازدادت اللهفة معه الى بلوغ مرتبة عليا من البطولة ، ولكن سرعان ما عمت أحزان بين صفوف المشجعين بعد خسارة تركيا أمام المانيا في النصف النهائي والتي تركت مرارة في الأفواه ، ولم يأت التشجيع العراقي للمنتخب التركي من فراغ بل لانه كان يحمل معه أسبابه العديدة ، فضلا عن كونه منتخبا متقدما يلعب كرة قدم حديثة ويتطلع بآماله الى ان يكون مؤثرا في الأمم الأوربية ، وجاءت أسباب التشجيع لتصل الى المدرب المحنك (فاتح تيريم) الذي ابدى المشجعون إعجابهم به لجرأته ، والطريف ان البعض راح يقارنه بمدرب المنتخب العراقي لكرة القدم بقولهم (كان عدنان حمد يرتجف من اللعب امام منتخب قطر بينما فاتح كان يقف بثبات متحديا العمالقة ولم يرمش له طرف ).

ولا اخفي أن العديد من المشجعين قد حزنوا كثيرا حين خسرت تركيا امام ألمانيا ووصل الامر بالبعض الى حد البكاء ، كما حصل مع الشاب سعد امير الذي قال انه بكى حين خسر المنتخب التركي أمام ألمانيا : (لم احتمل الخسارة الصعبة ،وكنت أتمنى ان يفوز ليذهب للمباراة النهائية ولكن الحظ والاصابات لم يسعفانه ، و(حرامات) كان من الممكن ان يحصل على كأس البطولة ولكن الحمد لله انه وصل الى دور الأربعة ، وحين سألته عن اسباب بكائه وتشجيعه للمنتخب التركي دون غيره ، قال : اشعر ان المنتخب التركي اقرب الى نفسي من كل المنتخبات ، قل انه تشجيع بالفطرة بسبب انه منتخب مسلم يحمل في علمه الهلال والنجمة ، هذه العاطفة تجاهه هي بسبب الرابط الديني بيننا ، وهل هناك احلي من هذا ؟

المنتخب التركي من خلال حضوره الجميل جعل (الهلال والنجمة) يخفقان ويتألقان في سماء أوروبا بشكل مبهر ، كانت هذه الراية تغطي مساحة واسعة من الملاعب وكان لفتها للانتباه تحقيق للنجاح الذي تريده ) ، وقد راحت تنقش عل الوجوه والأجساد وترتفع في كل الأمكنة التي لعب فيها الأتراك ،وكان بحق حضورهم في هذه البطولة قد ترك بصمة حقيقية ، هذه الصورة العراقية المرسومة من واقع ملامح المنتخب التركي نتقرب إليها من خلال عدد من الجمهور العراقي والإعلاميين العراقيين ، ولنبدأ بالاستماع الى رأي المشجعين أولا :

يقول المشجع احمد حسن: في البدء.. كنت اعتقد ان المنتخب التركي سوف لن يخرج منها سالما وكنت أشجعه على حذر ولكنه استطاع أن يكسر اعتقاداتي ، كنت أتمنى في صميم قلبي أن يفوز لأسباب عديدة منها : انه البلد المجاور للعراق الذي تربطنا به علاقات جيدة ، ولأنه بلد مسلم وقد استطاعت الأسماء الإسلامية ان تكون رديفة ومقارعة للأسماء الأجنبية على اختلاف لغاتها ، فالاسم المسلم له رنينه الخاص والجميل ، واعتقد أن المنتخب التركي قد ترك بصمة شرقية على البطولة .


لاعبو تركيا لخظة عودتهم الى اسطنبول حيث استقبلوا بحفاوة
وقال المشجع أنور حبيب : طبعا كنت أشجع المنتخب التركي بقوة وتمنيت ان يفوز في كل مبارياته ليؤكد حضوره القوي وليس الهامشي في بطولة عالمية مثل هذه ، وقد اثبت ذلك حين دخل المربع الذهبي ، أليس كذلك ؟ ، فهو البلد المسلم الوحيد الذي يجعلنا نتعاطف معه كثيرا ، نشعر انه منتخبنا ، تركيا المسلمة من خلال هذا المنتخب تؤكد للعالم أنها دولة تسير بطريق العلمانية الصحيح ، نتمنى ان يكون المنتخب العراقي مثلها .

ومثلما أثار المنتخب التركي الجمهور فقد أثار الإعلاميين وهنا القينا عددا منهم وسجلنا اراءهم :

الزميل الصحفي جواد الخرسان مسئول القسم الرياضي في جريدة البينة أعرب عن سعادته بالمستوى الكبير الذي قدمه المنتخب التركي والذي اسعد به كل عربي ومسلم ، وقال الخرسان : تفاعلت كثيرا مع المنتخب التركي لأنه يمتلك حماسة ويلعب من اجل بلده وقد عبر عن وطنية كبيرة من خلال الفدائية التي ظهر بها ، فالمستوى الذي قدمه شرف الكرة التركية فعلا ومنحها تميزا ، كما ان اكد على ان الدول الاسلامية قادرة على ان تقدم مستويات جيدة تواكب بها التطزرات الكروية في العالم ، واضاف جواد : ولا اخفي ان من العوامل التي جعلتني اشجع واتفاعل مع المنتخب التركي كونه بلدا مسلما ، فهذه الصفة تربطنا به كثيرا ويجعلنا نعتز به ونفرح للمكانة التي وصل اليها .

اما الزميل عبد الرحمن فليفل المحرر الرياضي في جريدة (طريق الشعب) فقال : اثبت المنتخب التركي انه فريق متطور وجعلنا نشجعه بالصورة التي
من مباراة المانيا وتركيا
حبه فيها ، وقد كان متفاعلا مع الحدث وغير خائف على الرغم من السمعة الكبيرة للمنتخبات الاخرى ، ولكنه فاجأ الجميع بمستواه ونال الاعجاب حين استطاع اولا ان يضمن لنفسه مكانا في الدور التالي من البطولة حيث هذا يعد انجازا لوحده ، لكنه لم يقبل بذلك وتمكن من الصعود الى المربع الذهبي ، وهذا وحده كافي ليضع المنتخب التركي في مرتبة الكبار ، واضاف : تشجيعنا للمنتخب التركي له اسبابه العديدة الفطرية ، كون تركيا دولة جارة للعراق ، والجار له محبة عفوية ، كذلك كونها دولة مسلمة ، واود ان اشير الى ان تركيا تؤكد من خلال نجاح منتخبها نجاحها العلماني الذي يثير الاعجاب .

اما الزميل امير الداغستاني المحرر في جريدة المؤتمر فقد كان قبل البطولة متحفزا لتشجيع المنتخب التركي ويتحدث عنه كثيرا وعما يقدمه خلال البطولة ، فقال : انا اشجع المنتخب التركي منذ وقت طويل لانه يقدم مستويات جيدة من اللعب ولديه لاعبون كبار العديد منهم يلعب في الاندية الاوربية ،تمكنوا من ان يقدموا مهارات عالية تؤكد انهم لايقلون شأنا عن اللاعب الاوربي ، واستطيع ان اقول لك انني اعشق المنتخب التركي لانه يمثل دولة اسلامية بين دول اوربا ، وهذا شيء مهم حيث تتردد الاسماء الاسلامية وليعرف الاخرون ان الاسلام دين المحبة والسلام ،كما ان تركيا جارة جيدة بالنسبة لنا ، المنتخب التركي هو افضل فريق اسلامي ومشاركته هذه اثبتت ذلك ، ولا ابالغ حين اقول ااني شاهدت العديد من الشباب يبكون بعد خسارة تركيا امام المانيا وحرمانها من لعب المباراة النهائية .

وأضاف أمير : كنت في غاية الحماس والتفاعل مع لاعبي تركيا وكنت واحدا من جمهوره الغفير الذي اعتقد انه كان على مساحة الوطن العربي والاسلامي ، تحية للمنتخب التركي على مهاراته ولعبه وحماسه ومدربه الذي قادهم الى هذا المستوى .

مشكور وانشالله البطولة لالمانيا

بالفعل تركيا والعراق يجمعهم الدين .. والموقع الجغرافي ..