كانت منتخبات كرواتيا وهولندا والبرتغال وأسبانيا قد ضمنت بالفعل التأهل إلى الدور الثاني (دور الثمانية) من كأس الأمم الأوروبية (يورو 2008) المقامة حاليا في النمسا وسويسرا قبل خوض مبارياتها في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات الدور الأول وقد أظهرت البطولة أن ضمان الصعود مبكرا ليس بالأمر الطيب دائما.
لجأ سلافن بيليتش وماركو فان باستن ولويس فيليبي سكولاري ولويس أراجونيس مدربو منتخبات كرواتيا وهولندا والبرتغال وأسبانيا على الترتيب إلى إراحة أغلب لاعبيهم الأساسيين في الجولة الثالثة لمنح اللاعبين الاحتياطيين فرصة المشاركة في التشكيل الأساسي.
ولكن تلك السياسة ربما تكون قد عادت بالسلب على تلك الفرق حيث خرجت منتخبات البرتغال وكرواتيا وهولندا من دور الثمانية أمام منتخبات احتلت المراكز الثانية في مجموعاتها بالدور الأول.
بينما كان المنتخب الأسباني هو الوحيد الذي ترأس مجموعته في الدور الأول واجتاز دور الثمانية حيث تغلب على نظيره الإيطالي بضربات الجزاء الترجيحية وتأهل على حسابه إلى الدور قبل النهائي.
وقال بيتر شتوجر الذي لعب 65 مباراة مع المنتخب النمساوي وشارك في نهائيات كأس العالم 1998 إن إراحة اللاعبين لا يعود بالنفع على الفريق في كل الأحوال.
وأوضح شتوجر أنه يعتقد أن المدربين يجب أن يحتفظوا بالهيكل الأساسي للفريق مع إجراء تغييرين فقط حسب اللاعبين الحاصلين على بطاقات صفراء أو الذين يشعرون بالإجهاد.
ولكن في البطولة الحالية قام المدربون الذين ضمنت فرقهم الصعود قبل المباراة الأخيرة باستغلال هذه الفرصة لإجراء تغييرات بشكل كبير.
ودفع بيليتش بلاعبين أساسيين فقط هما ايفان راكيتيتش والمدافع دانييل برانييتش في المباراة الأخيرة للمنتخب الكرواتي في دور المجموعات أمام نظيره البولندي ، كما دفع فان باستن بخالد بولحروز وأورلاندو إنجيلار في مباراة هولندا أمام رومانيا ليمنح المدربان عددا كبيرا من اللاعبين الاحتياطيين فرصة المشاركة.
وكذلك لعب المنتخب البرتغالي مباراته الأخيرة في الدور الأول ، والتي خسرها أمام سويسرا ، بفريق الصف الثاني وكان ريكاردو وبيبي وباولو فيريرا هم اللاعبون الأساسيون فقط.
وقال أوليفر بيرهوف المدير العام للمنتخب الألماني والذي سجل هدف الفوز لألمانيا على التشيك في نهائي يورو 1996 إنه لا يجد فائدة كبيرة من إراحة عدد كبير من اللاعبين.
وأوضح بيرهوف "هنا في اليورو رأينا أن الفرق التي حققت نتائج جيدة في الدور الأول خرجت بعدها ( باستثناء أسبانيا).. رأينا من خلال البطولة أن تحقيق الهدف مبكرا لا يمثل دائما شيئا جيدا. فمن الممكن أن تجد صعوبة في الحفاظ على مستواك عندما تسمع عبارات الإشادة وتفقد حماسك."
وأضاف اللاعب السابق بيرهوف "إذا كنت لاعبا الآن ، كنت سأفضل اللعب كل ثلاثة أيام وليس كل سبعة أيام".
وكان منح اللاعبين الأساسيين فرصة للراحة سببا آخر وراء قرار المدربين بإشراك الاحتياطيين في المباريات التي لا تمثل نتيجتها قضية بالنسبة للمنتخبات بعد ضمانها التأهل.
ومع ذلك بدا الإجهاد واضحا على لاعبي المنتخب الكرواتي الأساسيين في مباراة دور الثمانية أمام نظيره التركي رغم أن أغلبهم حصلوا على فترة راحة لمدة ثمانية أيام بين المباراة الثانية لكرواتيا في الدور الأول ومباراة دور الثمانية ، وقد خسرت كرواتيا أمام تركيا بضربات الجزاء الترجيحية.
وقال المهاجم التركي كاظم كاظم إنه يعتقد أن منتخب بلاده كان في حال أفضل من نظيره الكرواتي في المباراة التي انتهت بفوز تركيا 3/1 بضربات الجزاء في العاصمة النمساوية فييناحيث بدا الكروات أكثر اجهادا من اللاعبين الأتراك.